Monday, October 14, 2019

عقوبات أمريكية على مسؤولين أتراك وترامب يطلب وقفا فوريا للعملية العسكرية شمالي سوريا

أعلنت الولايات المتحدة فرض عقوبات على مسؤولين أتراك ردا على مواصلة الجيش التركي عملياته العسكرية شمالي سوريا.
وطالت العقوبات اثنين من الوزراء وثلاثة من كبار المسؤولين.
وفي الوقت ذاته، صرح نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس بأن الرئيس دونالد ترامب أجرى اتصالا هاتفيا بالرئيس رجب طيب اردوغان وطلبه منه وقفا فوريا لإطلاق النار.
وأوضح بنس في تصريحات للصحفيين بأنه سيغادر "في أسرع وقت ممكن" إلى تركيا لإجراء محادثات مع المسؤولين الأتراك.
على الصعيد الميداني، أعلنت وسائل إعلام سورية رسمية أن الجيش الحكومي دخل بلدة منبج الاستراتيجية إضافة إلى بلدات وقرى أخرى شمالي البلاد للتصدي للقوات التركية.
وتحتشد القوات التركية مدعومة بمسلحين من "الجيش الوطني السوري" المعارض، بالقرب من البلدة تزامنا مع استمرار عملياتها في المنطقة.
ويهدف الهجوم التركي إلى دفع القوات الكردية بعيدا عن المنطقة الحدودية.

ماذا عن العقوبات؟

وصف وزير الخزانة الأمريكي ستيفن منوتشن العقوبات بأنها "قوية جدا" وستؤثر بشكل كبير على الاقتصاد التركي.
ونشرت وزارة الخزانة الأمريكية بيانا جاء فيه أن العقوبات استهدفت "وزيرين وثلاثة مسؤولين بارزين في الحكومة التركية ردا على العمليات العسكرية في سوريا".
وأضاف البيان "أفعال الحكومة التركية تهدد المدنيين الأبرياء وتزعزع الاستقرار في المنطقة كما أنها تقوض الجهود الرامية لهزيمة تنظيم الدولة الإسلامية".
وحذر نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس، في المؤتمر الصحفي ذاته الذي أعلن فيه منوتشن عن العقوبات الأمريكية، من أن "العقوبات ستتواصل وقد تزيد إن لم توافق تركيا على وقف فوري لإطلاق النار وإنهاء العنف وبدء محادثات لتسوية طويلة الأمد بشأن الموقف على الحدود مع سوريا".
وأكد بنس أن بلاده "لم تعط الضوء الأخضر لتركيا لغزو سوريا".
وكانت واشنطن قد قالت في وقت سابق إن "التوغل التركي غير المقبول في سوريا أدى إلى إطلاق سراح مسلحين من تنظيم الدولة الإسلامية".

ماذا يحدث على الأرض؟

تحركت القوات الحكومية السورية سريعا في بلدات وقرى في شمال شرقي البلاد، مما قد يؤدي إلى مواجهات مباشرة مع القوات التركية.
وقالت وسائل الإعلام السورية الرسمية إن "القوات الحكومية السورية دخلت منبج، الواقعة في المنطقة التي تريد تركيا أن تنشئ فيها منطقة آمنة، بعد إخلائها من القوات الكردية". وفي وقت سابق، دخل الجيش السوري تل تامر وعين عيسى، حيث احتفل السكان المحليون بقدومها.
ويمنح التحرك الأخير دفعة للحكومة السورية التي تعود قواتها إلى المنطقة للمرة الأولى منذ عام 2012. ويأتي نشر القوات بعد ساعات من إعلان الولايات المتحدة أنها ستسحب قواتها من شمالي سوريا.
ووجهت انتقادات دولية للعملية التركية وللانسحاب الأمريكي، حيث كانت القوات الكردية حليفا رئيسيا ضد تنظيم الدولة الإسلامية. وتوجد مخاوف من عودة تنظيم الدولة الإسلامية وهرب سجنائه وسط حالة عدم الاستقرار في شمال سوريا.
وفقا لقوات سوريا الديمقراطية سيسمح الاتفاق الذي أُبرم الأحد للجيش السوري بالانتشار على طول المناطق الحدودية التي تسيطر عليها القوات الكردية "لصد الاعتداء (التركي)".
وفي عام 2012، انسحبت القوات الموالية للرئيس السوري بشار الأسد من المنطقة للتصدي للمعارضة المسلحة في أماكن أخرى من البلاد، مما أدى إلى سيطرة القوات الكردية على المنطقة.
وعلى الرغم من عدم موافقة الأسد على مساعي الأكراد للحكم الذاتي، إلا أنه لم يحاول استعادة المنطقة، خاصة بعد أن أصبحت القوات الكردية شريكة في التحالف ضد تنظيم الدولة الإسلامية مع القوات الأمريكية.
ويمثل الاتفاق تحولا كبيرا في التحالفات بالنسبة للأكراد، الذين قالوا إنهم "تلقوا طعنة في الظهر" من قبل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بعد أن سحب العشرات من قواته شمال غرب سوريا الأسبوع الماضي.
ومهد الانسحاب الأمريكي الطريق للعملية التي شنتها تركيا، التي تنظر إلى القوات الكردية في سوريا على أنها امتداد لحزب العمال الكردستاني المحظور، الذي قاتل من أجل حصول الأكراد على الحكم الذاتي في تركيا على مدى ثلاثة عقود.
وبخلاف قتال تنظيم الدولة الإسلامية، لعب الأكراد دورا رئيسيا في حد القوات الأمريكية نفوذ منافسيها الروس والإيرانيين.
وفي الوقت الراهن لن يتم نشر القوات السورية بين تل أبيض وراس العين، حيث ركزت تركيا جهودها. وأكد المسؤولون الأكراد على أنهم سيبقون في الصدارة سياسيا وسيحافظون على النظام في المنطقة.
ماذا كان رد اردوغان؟
ويوم الاثنين قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إن تركيا لن تحد من عملياتها، "مهما كان رأي أي جهة أخرى"، مضيفا أن العملية ستتواصل "حتى يتحقق النصر".
وتريد تركيا عن طريق إنشاء "منطقة آمنة" نقل نحو مليوني لاجئ سوري يقيمون حاليا في تركيا. والكثير من هؤلاء اللاجئين ليسوا من الأكراد، ويقول منتقدو القرار التركي أن ذلك قد يؤدي إلى التطهير العرقي للاكراد المقيمين في المنطقة.
وقالت الحكومة الروسية، وهي حليف وثيق لاردوغان، إنها لا تود التفكير في احتمال اشتباك بين القوات الروسية والتركية في سوريا، وقالت إنها على اتصال بشكل منتظم مع السلطات التركية.
ما الذي نعرفه عن اتفاق الأكراد مع الحكومة السورية؟

Tuesday, October 1, 2019

خلف الأبواب المغلقة: كيف نحمي الأطفال من العنف المنزلي؟

أسلمت الطفلة جنة ذات الخمس سنوات، السبت 28 من سبتمبر/أيلول، روحها لبارئها جراء تعذيب وحشى تعرضت له على أيدي من كان يفترض أن يحنو عليها ويقدم لها الرعاية والحماية.
بدأت معالم المأساة في التكشف، عندما توجه جد الطفلة لأبيها حاملا حفيدته إلى إحدى مستشفيات محافظة الدقهلية، شمالي مصر. ومع فحص الطفلة من جانب الأطباء تبين وجود إصابات متفرقة بجسد جنة شملت كسورا وحروقا في مناطق حساسة من جسد الطفلة.
وعند استجواب جد الطفلة لأبيها، "اتهم جدتها لوالدتها بتعذيبها وحرقها بدعوى تبولها اللاإرادي". ونتيجة سوء حالة الطفلة، نقلت إلى مستشفى آخر أكثر تخصصا، حيث تم بتر ساقها اليسرى نتيجة إصابتها بغرغرينا (موت الأنسجة) إثر كسر سابق في الساق تُرك دون علاج لمدة طويلة. وظلت جنة في العناية المركزة، حتى لفظت أنفاسها الأخيرة فجر السبت.
وأعرب المجلس القومي للطفولة والأمومة المصري، مجلس حكومي، عن بالغ الحزن والأسى لوفاة الطفلة، وطالبت الأمينة العامة للمجلس، بتوقيع "أقصى عقوبة علي الجناة باعتبار الجريمة هي قتل عمد مع سبق الإصرار، وفقًا لحكم المادة 230، 231 من قانون العقوبات المصري وهي الإعدام".
وعلق شيخ الأزهر، أحمد الطيب، على وفاة جنة قائلا: "تألمت كثيرا بعد سماع ما ارتكب من جريمة وحشية بحق الطفلة البريئة "جنة"، تلك الطفلة الملائكية التي تحملت ويلات العذاب على يد من أوكلوا برعايتها".
وأضاف شيخ الأزهر: "الآن صعدت روحها البريئة إلى بارئها تشكو ما حل بها من ألم وعذاب في غفلة منا جميعا، ما حدث للطفلة جنة يضعنا جميعا أمام مسئولياتنا تجاه أطفالنا وأبنائنا، ولنعلم جميعا أننا محاسبون أمام الله عليهم".
وأعادت مأساة الطفلة المصرية "جنة" التذكير بحالات عنف مشابهة كُشف عنها النقاب خلال الأسابيع الماضية، منها مقطع فيديو يظهر أبا وهو يعتدى بالضرب على طفلته التي لا تتجاوز ثلاث سنوات لإجباريها على المشي، رغم عدم قدرتها الواضحة.
وتبين لاحقا أن المقطع لمقيم في السعودية، وأعلن الأمن العام السعودي، السبت 21 من سبتمبر/أيلول، إلقاء القبض على المقيم بتهمة "تعذيب طفلته البالغة ثلاثة أعوام من العمر"، وتوفر الرعاية اللازمة لأطفاله، وعددهم أربعة، بالتنسيق مع الجهات المعنية.
كما لا يزال يتردد في الأذهان صدى وفاة الفتاة الفلسطينية إسراء غريب، ذات 21 عاما، والتي أكد النائب العام الفلسطيني، الخميس 12 من سبتمبر/أيلول، أن وفاتها كانت نتيجة تعرضها لعنف من جانب عدد من أفراد أسرتها أدى إلى إصابات جسدية عديدة، انتهت بالوفاة.
ورغم وجود قوانين في غالبية الدول العربية تتحدث صراحة عن حماية الأطفال من العنف، إلا أن الممارسة تظهر وجود حالات عنف منزلي متكرر، منها ما يوثق ومنها ما لا يوثق.
وفي حديث سابق مع بي بي سي عربي، يقول الدكتور محمد الجويلي، أستاذ علم الاجتماع في الجامعة التونسية، إنه "يوجد عنف عام مسلط على فئات الأطفال والمراهقين والنساء، على اعتبار أنهم الحلقات الأضعف في المجتمع".
ويرى الجويلي أن الدراسات الاجتماعية "ترصد علاقة طردية بين مستوى التعليم وممارسة العنف، فكلما ارتفع منسوب التعليم لدى أولياء الأمور، كلما قل ممارستهم للعنف تجاه أفراد الأسرة".
ويرى أستاذ علم الاجتماع أن الحلول تتمحور حول "سن قوانين صارمة تجرم العنف داخل الأسرة، وتطوير مؤسسات الرقابة والرصد سواء التابعة للدولة أو للمجتمع المدني بغية الرصد والتبليغ، وإدارة حملات توعية متواصلة غير مرتبطة بحادثة محددة، فضلا عن تعريف الأبناء بحقوقهم بدءا من المدرسة".